تراجع أسعار النفط رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية

تراجع أسعار النفط رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية, تواصل أسعار النفط تراجعها للجلسة الثانية على التوالي، حيث انخفض خام برنت إلى حوالي 85 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط نحو 80 دولاراً. يحدث هذا الانخفاض على الرغم من الهجمات المتصاعدة على السفن قبالة سواحل اليمن، حيث تعرضت سفينتان للهجوم في البحر الأحمر بعد غرق ناقلة فحم نتيجة تصعيد المسلحين الحوثيين للأعمال العدائية في المنطقة.

في الأسواق المالية الأوسع، تراجعت الأسهم الآسيوية قبل نشر مقاييس التضخم التي ستوجه التوقعات بشأن أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، استقر الدولار قرب أعلى مستوياته منذ نوفمبر، مما يزيد من تكلفة السلع الأولية.

ورغم التراجع الحالي، لا يزال النفط الخام في طريقه لتحقيق مكاسب شهرية، مع وجود دلائل على ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وزيادة الطلب على السفر الجوي. كما زاد الفارق السعري بين أقرب عقدين لخام برنت هذا الشهر، مما يشير إلى تقلص المعروض.

وصرح وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأولية في شركة "أي إن جي غروب" (ING Groep) في سنغافورة: "لا زلنا نتوقع حدوث عجز في سوق النفط خلال الربع الثالث، ويزداد تفاؤل المضاربين تجاه النفط مع قدوم فصل الصيف".

وفي إيران، من المقرر إجراء انتخابات مبكرة يوم الجمعة المقبل عقب وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر الشهر الماضي، مما يزيد من حدة التوترات بين إيران والغرب.

هل ستدعم السعودية اسعار النفط ؟

على الرغم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، إلا أن هناك توقعات بارتفاع الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى تحقيق مكاسب شهرية. في هذا السياق، يمكن النظر في دور السعودية في دعم أسعار النفط من خلال عدة عوامل:

1. تحقيق استقرار السوق: السعودية، كأكبر منتج في منظمة أوبك، غالبًا ما تسعى لتحقيق استقرار في أسواق النفط من خلال تعديل مستويات الإنتاج. في ظل التوترات الجيوسياسية وارتفاع الطلب المتوقع على البنزين والسفر الجوي، قد تجد السعودية مصلحة في دعم الأسعار لتحقيق التوازن بين العرض والطلب.

2. التنسيق مع أوبك+: من خلال التعاون مع دول أوبك+، يمكن للسعودية تنفيذ استراتيجيات مشتركة لضبط الإنتاج بما يتماشى مع التطورات الحالية في السوق. هذا يمكن أن يساعد في تقليل الفائض ودعم الأسعار.

3. العوامل الاقتصادية الداخلية: الحفاظ على أسعار نفط مرتفعة نسبيًا يعزز الإيرادات النفطية للمملكة، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز من قدرتها على تنفيذ خططها التنموية ورؤية 2030.

4. التوترات الجيوسياسية: مع تصاعد التوترات في المنطقة، قد تكون هناك حاجة لتعزيز أسعار النفط لتعويض المخاطر الجيوسياسية التي قد تؤثر على استقرار الإمدادات.

في النهاية، من المرجح أن تدعم السعودية أسعار النفط إذا رأت أن ذلك يخدم مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، خاصة في ظل الظروف الحالية وتوقعات الطلب المتزايد على النفط.